منذ أن ركب الإنسان البحر ، بدأ يكتشف الأهمية التي تتمتع بها البحار، حيث إنها تشكل طرق الاتصال القارات بعضها ببعض ، لذلك فقد أصبحت ذات أهمية كبيرة بالنسبة للمواصلات بني دول العالم ، وقد استفادت الدول الاستعمارية القديمة من البحار .لخدمة مصالحها التوسعية ، فاستعمرت البلدان بواسطة أساطيلها التي كانت تجوب البحار ولكن البحار التي تستخدم كطرق مواصلات للأساطيل الحربية للدول الاستعمارية فقط ، وإمنا تستخدم كطرق مواصلات للسفن التجارية التي تنقل البضائع من دولة إلى أخرى ، فنجد أن البحار في الوقت الحاضر تستحوذ على نسبة كبيرة من المبادلات .التجارية بين الدول . وبالإضافة إلى أهمية البحار كطرق للمواصلات فإن لها أهمية أخرى تكمن في الثروات الموجودة فيها ، سواء أكانت هذه الثروات حيوانية أم ثروات معدنية ولقد أدى التطور والتقدم العلمي الى انتشار التجارة وزيادة المبادلات التجارية بني الدول ، حيث بنيت السفن الضخمة التي تستطيع أن تحمل آلف الأطنان والمزودة بأحدث التقنيات العلمية سواء من ناحية الآلات والمحركات المستخدمة في تسيير هذه السفن .أو من حيث الاتصالات بني هذه السفن والمراكز الأرضية

ارتبطت أعمال العنف البحري باستخدام الإنسان للبحر، فالإنسان أناني بطبيعته، إذا أشبع رغبة تولدت لدية الحاجة لإشباع رغبة أخري. ونظرا لتعارض المصالح بين البشر، فغالبا ما يتولد العنف نتيجة هذا التعارض، والنشاط التجاري البحري كأي نشاط تجارى آخر تتعارض فيه المصالح المختلفة، وتزيد التجارة بواسطة استخدام البحر بكثير عن التجارة، وذلك لما فيه من حرية استخدام الإنسان البحر، اللهم إلا في بعض القيود التي تفرضها بعض الاتفاقيات الدولية، لذلك ظهرت أعمال العنف البحري مع استخدام الإنسان للثروة البحرية الغنية، والتي تصبح مطمع لكل من marine يستطيع ركوب البحر، واستغلاله. و من صور العنف البحري القرصنة البحرية .armed robbery against ships والسطو المسلح على السفن ،piracy ومن وجهة نظري أنهما لفظان متماثلان من حيث المعنى والآثار الضارة، سواء بالإنسان، او البيئة، أو الكائنات الحية، أو الأموال، لكنهما يختلفان من حيث نطاق الاختصاص المكاني حيث تقع القرصنة البحرية في منطقة أعالي البحار، أو أي منطقة لا تخضع لسيادة دولة معينة بخلاف السطو المسلح ضد السفن فيقع في منطقة تخضع لسيادة دولة معينة، والاختصاص القضائي بنظر الدعوى لذلك ستكون الدراسة في هذا البحث علي كلاً من القرصنة البحرية، والسطو المسلح ضد السفن باعتبارها عمل غير مشروع من طبيعة متماثلة من .حيث الآثار القانونية عدا بعض الاختلافات البسيطة